التعليم

نظرة عامة

يعتبر التعليم حق أساسي من حقوق الإنسان وحجر زاوية أساسي لإعمال جميع حقوق الإنسان الأخرى بالنظر إلى طبيعتها المترابطة وغير القابلة للتصرف، كما أنها أداة قوية يمكن من خلالها للأفراد المهمشين اقتصاديًا واجتماعيًا المساهمة في التنمية المستدامة لمجتمعاتهم. لقد بلغت إحصائية عدد المدارس في قطاع غزة 764 مدرسة وعدد الأبنية المدرسية 542 وعدد الشعب 16343 وعدد الطلبة 591599 وعدد العاملين 26242، كما وتتنوع المدارس ما بين 422 مدرسة حكومية و 278 مدرسة تابعة للأونروا و 64 مدرسة خاصة.

أثر الحصارالإسرائيلي المفروض منذ 15 عامًا على قطاع التعليم

إن قطاع التعليم بغزة رغم أهميته إلا أنه يعتبر هشا وضعيفا إلى حد ما حيث أن استمرار الصراع في قطاع غزة له أضرارا بليغة على المنظومة التعليمية من حيث الحاق الأضرار بالمرافق التعليمية وتدميرها مؤديا بذلك إلى تعطيل الخدمات التعليمية. كما ويتأثر قطاع التعليم بالحصار الخانق المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 14 سنة وذلك بسبب أزمة الكهرباء التي تشكل تحديا كبيرا أمام الطلبة والتي نتجت عن سنوات من الحظر المتذبذب الذي تفرضه إسرائيل على دخول الوقود إلى قطاع غزة، مخلفاً آثاراً مدمرة على أداء الطلاب وتوفير الخدمات المدرسية، حيث أن انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة من الزمن يجعل من الصعب على الطلاب في جميع المستويات مراجعة دروسهم والقيام بواجباتهم المنزلية في كل من نظم التعليم سواء التعليم عند بعد او التعليم الوجاهي.

ظاهرة الاكتظاظ المدرسي في قطاع غزة

تعاني المدارس من الاكتظاظ الشديد الذي يشكل عائقا أمام كفاءة المدارس والتمتع العام بحقوق الإنسان ذات الصلة، وقد كان نظام الفترتين هو الأسلوب المتبع في معالجة الكثافة العالية في جميع الفصول الدراسية. حيث بلغ معدل الطلاب لكل فصل 41.20 في مدارس الأونروا، و 39.56 في المدارس الحكومية، و 21.65 في المدارس الخاصة للسنة الدراسية 2020-2021، مما أثر على المعلمين من حيث عدم الاهتمام الكافي للفروق الفردية والطلاب المكافحين.

أثر العدوان الأخير على قطاع التعليم بغزة

وفي العدوان الأخير، بقيت جميع المدارس مغلقة في القطاع مما اضطر كلا من وزارة التعليم والأونروا إلى إنهاء السنة الدراسية في وقت أقصر مما هو متوقع نتيجة للتحديات التي أعقبت هذا العدوان، والتي شملت الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي وضعف الانترنت، والأضرار التي لحقت بالبنية التحتية للمدارس، مما شكل عائق أمام الوصول إلى المدارس، كما وأسهم هذا العدوان في التسبب بخسائر مادية نتيجة للاستهداف العمد للمؤسسات التعليمية أو المباني المجاورة حيث أن 186 مدرسة (136 مدرسة حكومية/عامة، و13 مدرسة خاصة، و37 مدرسة تابعة للأونروا) تعرضت للأضرار، وعلاوة على ذلك، تكبدت 63 مدرسة من مدارس الأونروا التي شكلت مأوى للنازحين أضرارا طفيفة بالإضافة للخسائر للبشرية التي طالت الطلبة حيث ارتقى 69 شهيدا وجرح 654.

أثر فيروس كوفيد-19 على منظومة التعليم بغزة

وفي ظل انتشار فيروس كوفيد 19 الذي أدى إلى غلاق البلاد بشكل كامل، أصبحت المنظومة التعليمة أكثر تعقيدا حيث أغلقت جميع المدارس إغلاقا تاما وأصبح التعليم عن بعد هو المتبع، ولكن في ظل الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي وضعف الإنترنت، أصبح هذا النظام التعليمي عبئا على الطلبة حيث أدت هذه التحديات إلى إبطاء سير المنظومة التعليمية؛ لأن التحول المفاجئ إلى التعلم عن بعد أوجد فجوة رقمية هائلة بين قطاع غزة والعالم الخارجي، وهي نتيجة مباشرة لسيطرة السلطات الإسرائيلية على استيراد التكنولوجيات والأجهزة اللازمة لتحديث خدمات الإنترنت في غزة، وقد أدى ذلك أيضا إلى إضعاف قدرة العديد من الأسر في قطاع غزة على مواكبة الاتجاهات التكنولوجية في التعليم والتحول إلى الأساليب الإلكترونية، علاوة على ذلك، لا تستطيع العديد من الأسر امتلاك بعض الأجهزة الذكية.

ظاهرة التسرب من المدارس في قطاع غزة

لقد ساهمت جميع التحديات التي تواجه التعليم في ظهور مشكلة التسرب من المدارس، وذلك نظرا لعدم الشعور بالأمان في المؤسسات التعليمية حيث أن ما يقارب 220 طفلا من بينهم 21 من ذوي الإعاقة و 87 من الفتيات و 133 من الفتيان لا يشعرون بالأمان. وقد تعددت أسباب عدم الشعور بالأمان ما بين 153 لا يشعرون بالأمان بسبب بعد المؤسسة التعليمية عن مكان السكن و 17 بسبب قربها السياج الفاصل و 75 بسبب قربها من مواقع خطرة و 76 بسبب استهدافها من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال العدوانات المتكررة. وقد أسهمت الظروف الاقتصادية والبيئة التعليمية والوضع الأمني بشكل كبير في ظهور هذه الظاهرة وقد شكل عدد المتسربين بسبب الظروف الاقتصادية 583 أما بسبب البيئة التعليمية 455 وأما بسبب الوضع الأمني 133 و بسبب الوضع الاجتماعي 112.