الضحايا والفئات الهشة

واقع فئة كبار السن

إن المجتمع الفلسطيني هو مجتمع فتي حيث تشكل فئة صغار السن النسبة الأكبر في حين فئة كبار السن تشكل نسبة قليلة، إذ بلغ عدد كبار السن في فلسطين 282,679 فرداً بما نسبته نحو 5%، من بينهم 95,875 فرداً أي 5% في قطاع غزة. وتعتبر هذه الفئة الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض المختلفة حيث 33% من كبار السن في فلسطين يعانون من مرض مزمن واحد على الاقل أي ما نسبته 27% في قطاع غزة، وبلغت نسبة المصابين بفيروس كوفيد-19 في فلسطين حوالي 6% ومن بين 4.286 حالة وفاة حوالي 78% منها كانت لكبار السن (60 سنة فأكثر) أي ثلاث من أربع حالات وفاة هي لفئة كبار السن، كما أثرت سياسة الإغلاق الناتجة عن انتشار الفيروس على تقديم الرعاية الصحية اللازمة لكبار السن كونهم أكثر الفئات حاجة إلى رعاية واهتمام طبي. وتأثرت فئة كبار السن في العدوان الأخير بشكل كبير حيث أدى العدوان إلى استشهاد 17 فردا من كبار سن بواقع 11 من الذكور و 6 من الإناث أي ما نسبته 6.7%، بالإضافة إلى إصابة 113 فردا بواقع 55 من الذكور و58 من الإناث أي ما نسبته 5.94%.

ويوجد في فلسطين عدد من المؤسسات التي تعنى بفئة كبار السن حيث بلغ عدد المؤسسات الغير الحكومية 24 مؤسسة من بينها 3 مؤسسات في محافظات قطاع غزة ولكنها تعاني من نقص الخدمات التي تقدمها وتعاني أيضا من نقص  في الموارد البشرية  لتغطية النفقات التشغلية والاحتياجات التطويرية مما أدى الى نقص الموظفين في بعض المؤسسات وبالتالي  ضعف  الخدمة التي تقدم للمسن. و تواجه هذه المؤسسات بعض المشكلات التي تشكل عائقا أمام تقديمها للخدمات ولعل أبرزها نقص الموارد المالية والفنية وقلة اعداد المتطوعيين المتخصصين في مجال رعاية المسن وغياب الاندية النهارية التي من الممكن أن تكون وسيلة مناسبة في التخفيف عن كبار السن.

واقع فئة ذوي الاحتياجات الخاصة

تشكل فئة ذوي الإحتياجات الخاصة في فلسطين ما نسبته 2.1% من مجمل السكان موزعين بنسبة 52% في قطاع غزة، وشكلت الإعاقة الحركية النسبة الأعلى من الإعاقات، حيث بلغ عدد الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية في فلسطين 47,109 فرداً، ويشكلون ما نسبته 51% من الأشخاص ذوي الإعاقة، وحوالي خمس الأشخاص ذوي الإعاقة هم من الأطفال دون سن الثامنة عشرة، بنسبة 20%، وكانت النسب أكثر انتشاراً في قطاع غزة حيث شكلت 22%، وبلغت نسبة المعاقين من كبار السن الذين يعانون من صعوبة واحدة على الأقل 48% في فلسطين بواقع 54% في قطاع غزة، وقد كانت صعوبة الحركة هي الأعلى انتشارا بين كبار السن بواقع 31%، تليها الصعوبة البصرية بنسبة 24%.

وتعتبر هذه الفئة هي الأضعف في أوقات العدوانات والنزاعات، فقد تأثرت بشكل كبير في عدوان 2021، حيث تعرضت 10 مساكن لأشخاص ذوي إعاقة للتدمير الكلي والجزئي، كما وظهرت حالات اعاقة جديدة نتيجة إصابة 50 فردا منها 10 حالات بتر، و35 حالة شلل رباعي ونصفي وطولي، بالاضافة الى استشهاد 3 افراد. وأدى استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ 15 عاماً، إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في قطاع غزة، والتي انعكست سلبا على أوضاع هذه الفئة وعائلاتهم، حيث باتوا يعانون نقصاً حادا في خدمات التأهيل والرعاية الاجتماعية، والخدمات الصحية والخدمات التعليمية. وتعتبر فئة ذوي الاحتياجات الخاصة هي من أكثر الفئات الاجتماعية تأثرا بجائحة كورونا، حيث أن بعض الأشخاص من هذه الفئة يواجهون صعوبة في تنفيذ الإجراءات الوقائية الاحترازية مثل التنظيف المتكرر للأسطح والبيت، كما أن تنظيف البيوت وغسل اليدين باستمرار قد يشكل تحديا بالنسبة لهم.

لقد بلغ عدد المؤسسات التي تقدم خدماتها للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في قطاع غزة أكثر من 55 مؤسسة موزعة على قطاع غزة في جميع المحافظات، وتعمل مع مختلف أنواع الإعاقات ولكنها لم تلبي سوى 10% من الخدمات الأساسية لهم وذلك بسبب للحصار الخانق المفروض على القطاع. وتقوم هذه المؤسسات على تقديم خدمات التدخل المبكر، وخدمات التوعية القانونية والارشاد، وخدمات التأهيل المجتمعي والنفسي والاجتماعي والمهني والتعليمي، وخدمات العلاج الوظيفي والطبيعي، وتوفير الأجهزة والأدوات المساعدة، والتأثير في السياسات العامة، لكنها تمر بأزمة كبيرة في عملها، وقلة التمويل المقدم لها.

واقع المرأة الفلسطينية

ترأس النساء حوالي 11% من الأسر في فلسطين بواقع 9% في قطاع غزة، كما وتشكل نسبة النساء العاملات في فلسطين نحو 16% أما نسبة النساء العاملات من ذوي الاحتياجات الخاصة بلغت 2%، وفي المقابل بلغ معدل البطالة بين النساء العاملات نحو 40%. وقد تأثرت النساء بعدوان 2021 بشكل كبير حيث استشهدت 39 سيدة كما وأثر العدوان على النساء والفتيات من ناحية نفسية بشكل كبير بنسبة 54%، ومن ناحية أخرى، أدت العدوانات الإسرائيلية الى مقتل آلاف الرجال المعيلين لأسرهم مما زاد من أعباء النساء حيث أصبحن المعيل الأول والأساسي للأسرة.

واقع فئة الفقراء

إن معدلات الفقر في قطاع غزة المحاصر في زيادة مستمرة منذ عام 2016 حيث يعيش قرابة 53% في غزة تحت خط الفقر، كما أسهم كل من العدوان الأخير على القطاع وانتشار جائحة كورونا في زيادة نسبة الفقر. حيث أن قصف الإحتلال للمنشآت الإقتصادية أدى إلى زيادة نسبة العاطلين عن العمل وبالتالي زيادة نسبة الفقر، فقد وصلت نسبة الفقر في فئة العمال في قطاع غزة نحو 75%، ووصلت نسبة البطالة لدى فئة كبار السن خارج القوى العاملة الى 88.6% وبالتالي انخفضت نسبة المشاركين في القوى العاملة من كبار السن إلى 11.4%، وقد وصلت نسبة الفقر بين أفراد الأسر التي يرأسها مسن 32% مقابل 29 % بين الافراد لبقية الاسر التي لا يرأسها مسن. وقد أدت الإغلاقات المستمرة جراء انتشار فيروس كورونا وما نتج عنها من توقف معظم الأنشطة الإقتصادية لظهور ما يسمى ب “فقراء جدد” أي الذين ارتبط ظهورهم بظهور الجائحة بعد توقف معيلي تلك الأسر عن العمل.