الصحة, غير مصنف

مرضى الفشل الكلوي والسرطان معاناة مستمرة بفعل الحصار ونقص الأدوية

يعاني المرضى في قطاع غزة مشكلات عديدة تتكاثف بفعل الحصار المستمر على قطاع غزة منذ ستة عشر عاما، فنقص الأدوية وإغلاق المعابر ومنع نسبة كبيرة من التحويلات الطبية أو رفض إعطاء المرضى تصاريح للعلاج في الداخل المحتل كلها تزيد من المعاناة وتقلل فرص العلاج لعدد كبير من المرضى.

أكثر الذين يعانون في غزة هم مرضى السرطان والفشل الكلوي، خاصة مع تزايد حالات الإصابة بتلك الأمراض بسبب البيئة غير الآمنة وغير النظيفة التي يعيشون فيها سواء من تلوث التربة أو المياه أو الهواء بفعل سياسات الاحتلال الإسرائيلي.

فحسب إحصاءات وزارة الصحة هناك حوالي 1700 حالة سرطان جديدة سنويا في قطاع غزة، في المقابل منعت قوات الاحتلال العام الماضي ما نسبته 35% من المرضى من العلاج في الداخل المحتل أو مستشفيات القدس والضفة المحتلة، بالإضافة لتراكم ديون المستشفيات على السلطة الفلسطينية حيث لا تقوم بتسديد مستحقات علاج المرضى مما يتسبب في رفض المرضى وإعادتهم لغزة بعد وصولهم للمستشفيات.

مثل حالة الطفل سليم النواتي 16 عاما والذي كان مريضا بسرطان الدم، إذ توفي في بداية العام الحالي 2022 بعد رفض إحدى مستشفيات الضفة المحتلة استقباله بسبب تراكم ديون السلطة الفلسطينية لصالح المستشفى، مما تسبب بوفاة الطفل دون تلقي العلاج.

وبسبب نقص الأجهزة الطبية المهمة وخاصة أجهزة العلاج الإشعاعي والمسح النووي الطبي، زاد الاعتماد على تحويل المرضى للعلاج خارج قطاع غزة، وهو ما يعني دخول المرضى في عملية تحويل طويلة تتطلب مجموعة من الإجراءات المعقدة، ومنها حجز موعد في المستشفى المحول إليها، والحصول على تصريح صادر عن الاحتلال الإسرائيلي لاجتياز معبر بيت حانون “ايرز”، وقد يستغرق ذلك عدة أسابيع، وفي أحيان كثيرة يتم تأخير فحص الطلب من دون مبرر، أو رفض طلبات المرضى من دون أسباب، أو لأسباب واهية وغير منطقية ولا تتناسب مع خطورة وضع المريض الصحي.

أما مرضى الفشل الكلوي المقدر عددهم بنحو 1026 فإنهم يتناوبون على جلسات غسيل الكلى في 7 مراكز مجهزة بالكوادر الطبية والتمريضية المؤهلة والمدربة وتحتوي على 197 جهاز غسيل كلوي، بعدما كان مرضى قطاع غزة موزعين فقط في مركزين بهما فقط 62 جهاز غسي كلى.

وقد تمكنت وزارة الصحة من إجراء عمليات زراعة الكلى في خطوة نوعية طموحة وضمن برنامج وطني انطلق عام 2013 واستمر بجدارة واقتدار تم خلاله إجراء 113 عملية زراعة كلى بمشاركة طواقمنا الطبية والتمريضية، والتي انخرطت في العديد من برامج التدريب محليًا وخارجيًا.

إلا أن القلق والخوف يعتري الطواقم الطبية وكذلك مرضى الكلى بسبب استمرار الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة والذي يحول دون وصول الأدوية اللازمة لمرضى الفشل الكلوي، أو لهؤلاء الذين أجروا عمليات زراعة الكلى، ويبقيهم الحصار أمام خطر عودتهم لجلسات الغسيل الطويلة، بسبب غياب الأدوية الضرورية لهم.

أما من حيث غياب الأدوية في المستودعات المركزية بوزارة الصحة الفلسطينية، فقد بلغ عدد الأصناف الصفرية في المستلزمات الطبية 285 صنفاً من أصل 853 صنفاً أساسياً، لتصبح نسبة العجز 33% من أصنافها، بالإضافة إلى 60 صنفاً يكفي رصيدها لأقل من ثلاثة أشهر، بنسبة عجز 10.2%، بحسب إحصائيات وزارة الصحة في قطاع غزة.

ويؤثر النقص المستمر في الأدوية الأسـاسـية والمستلزمات الطبية سلباً على الخدمات الصحية وجودتها، وهو ما يهدد حياة المرضى ويزيد من الأعباء المالية على الفقراء منهم، خاصة عندما يضطرون لشراء الأدوية واللوازم الطبية من القطاع الخاص. 

وتشهد مستشفيات قطاع غزة، نقصاً حاداً في الكوادر الطبية المتخصصة ذات الكفاءة العالية، ويؤثر ذلك بشكل سلبي على بعض التخصصات الطبية والجراحية، أهمها أمراض الأورام، وطب الأسرة، وطب الكلى، وطب العيون، وجراحة القلب، والطب النفسي، وطب الطوارئ، والأشعة، وطب الروماتيزم، والباثولوجيا، وطب الأعصاب.

وقامت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال هذا العام بمنع توريد أجهزة جديدة لخدمات الأشعة الطبية إلى مستشفيات قطاع غزة.  ووفقاً لمتابعات مراكز حقوقية فقد رفضت سلطات الاحتلال الإسرائيلية عدة طلبات رسمية بإدخال 8 أجهزة أشعة طبية ثابتة و6 أجهزة أشعة متحركة إلى القطاع، بالإضافة إلى عدد من الأجهزة اللازمة لخدمة المرضى في المستشفيات.