قطاع الصحة

نظرة عامة

لا يقل القطاع الصحي أهمية عن القطاعات الحيوية الأخرى حيث يساهم في رفع جودة حياة الناس وبناء مجتمع أكثر صحة، كما وتساهم المؤسسات التي تعمل في هذا القطاع مساهمة كبيرة للحفاظ على حياة الناس وحمايتهم، حيث يوجد في قطاع غزة ما يقارب 158 مركزا صحيا بينهم 22 مركزا تابع للأونروا، و 51 مركزا تابع لوزارة الصحة، 5 مراكز تابعة للخدمات العسكرية، 80 مركزا تابع للمؤسسات الأهلية.

أثر الحصار على قطاع الصحة في غزة

منذ أن فرض الحصار على قطاع غزة، أصبحت المنظومة الصحية أمام تحدي كبير حيث قام الاحتلال بالسيطرة على دخول الوقود الى قطاع غزة مما أثر سلبا على التيار الكهربائي اللازم لتشغيل الأجهزة الطبية في المراكز الطبية مما يشكل تهديداً مباشراً على منظومة العمل الصحي و له تداعيات كارثية على مجمل الخدمات الصحية، كما أن انقطاع التيار الكهربائي يؤثر سلبا على أداء المختبرات وبنوك الدم، وبالتالي لا يتم انجاز الفحوصات المخبرية المطلوبة حيث أن الأجهزة الطبية تتطلب تيار كهربائي مستمر، وخاصة العينات التي تتطلب تخزين كمواد فحص فيروس كورونا، التي تخزن في درجة حرارة 20 درجة مئوية تحت الصفر، وبالتالي عدم وجود الكهرباء يعرضها للتلف، كما أن المولدات الكهربائية لا تصلح كطاقة بديلة كونها تؤثر على دقة النتائج وعلى الأجهزة الطبية كما تتلف القطع الإلكترونية.

كما ويؤثر إغلاق المعابر، أحد جوانب الحصار، بشكل مباشر على القطاع الصحي حيث تشكل عائقا كارثيا أمام صيانة الأجهزة والمعدات الطبية التي تحتاج لصيانة كما أن سلطات الاحتلال تعيق خروج تلك الأجهزة المعطلة في المراكز الصحية بالقطاع للصيانة في الخارج كما وتمنع دخول بعض قطع الغيار لتلك الأجهزة من الدول المصنعة لها.

أثر العدوان الأخير على قطاع الصحة بغزة

لقد تسبب العدوان الأخير على قطاع غزة بتداعيات كارثية على قطاع الصحة في ظل الانتشار الواسع لفيروس كوفيد-19 حيث استهدف 24  مؤسسة صحية من بينها 11 مؤسسة تتبع لوزارة الصحة (5 مستشفيات، 6 مراكز صحية) و13 مؤسسة صحية أهلية. ولقد شكل العدوان تحدي كبير أمام منظومة العمل الصحي التي تسعى جاهدة في العمل على إبطاء انتقال الفيروس وذلك بعدما اصبحت المراكز الصحية ممتلئة بمرضى الفيروس و مصابي العدوان مما شكل عبئا كبيرا على الطواقم الصحية، كما وبلغت الحصيلة الإجمالية لضحايا العدوان (253) شهيدا، بينهم (66) طفلاً و(39) امرأة، و(1948) مصاباً بينهم (540) طفلاً و(361) امرأة، تفاوتت جروحهم بين بليغة وطفيفة.

لقد أسهم العدوان بشكل واضح في انتشار الوباء وذلك بعدما ألحق اضرار جسيمة بعيادة هالة الشوا أثرت على جميع خدماتها، بما في ذلك اختبارCOVID-19  والتطعيم، كما وتسبب الضرر الذي لحق بعيادة الرمال في تعليق خدمات اختبار COVID-19، وتوقفت خدمة الاتصال المباشر المخصصة لتقديم خدمات التطبيب عن بعد، وتقديم الاستشارات الطبية للمواطنين خلال العدوان وجائحة كورونا.

كما وعاني سكان قطاع غزة خلال العدوان من صعوبة حقيقية في الوصول إلى الخدمات الطبية في المستشفيات والمراكز الصحية، وذلك بسبب الاستهداف المتعمد للطرق المؤدية إلى المستشفيات والمراكز الصحية مما زاد العبء على الطواقم الطبية والمنظومة الطبية الهشة والتي تعاني أصلاً من تدهور خطير ناجم عن سياسة الحصار. ولقد أدى العدوان إلى نقص الكادر الطبي المتخصص في بعص المرافق الطبية، كما وتسارعت وتيرة نفاذ الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية، حيث نفذ 45% من قائمة الأدوية الأساسية، و33% من قائمة المهمات الطبية، و56% من لوازم المختبرات وبنوك الدم.

مرضى السرطان

إن مرض السرطان مشكلة صحية عامة وكبرى وهو ثاني سبب رئيسي للوفاة في جميع أنحاء العالم، ويؤثر على جميع الأعمار والأجناس، وقد سجل في قطاع غزة  8644 حالة إصابة بالسرطان خلال الخمس سنوات الماضية، بواقع 90 إصابة لكل 100 ألف نسمة، أي 1800 حالة جديدة سنويا، كما ويعتبر سرطان الثدي الأكثر شيوعا في قطاع غزة بما نسبته 18% بين السيدات والرجال، يليه سرطان القولون، وسرطان الدم ثم سرطان الغدة الدرقية، ثم سرطان الرئة.

ويعاني مرضى السرطان في قطاع غزة معاناة حقيقية حيث يواجهون تحديات كبيرة تتمثل في نقص الأدوية وعدم القدرة على السفر فكثير من المرضى لا يتوفر لهم العلاج ويتم تحويلهم للأراضي الفلسطينية المحتلة وقد وصلت نسبة النقص في الأدوية والبروتوكولات العلاجية إلى 60%، فيما لا تستطيع بعض الحالات السفر، وذلك بسبب الحصار المفروض على قطاع غزة والعراقيل التي يفرضها الاحتلال على المسافرين، حيث وصلت نسبة الوفيات من مرضى السرطان نتيجة منع السفر خلال السنوات الخمس الماضية إلى 3000، ومما يزيد الأمر سوءا هو عدم وجود أجهزة في قطاع غزة خاصة بالمسح الذري والإشعاعي للكشف عن أنواع السرطانات المختلفة، مما يؤخر التشخص المبكرعن المرض.

أثر فيروس كوفيد-19 على منظومة العمل الصحي

لقد عملت الجائحة على زيادة الأعباء المادية والبشرية على القطاع الصحي وزادت الحاجة للرعاية الصحية للمصابين بالفيروس حسب مستوى الإصابة وخطورة الحالات في مراكز  العزل والحجر الصحي وذلك نظرا لارتفاع عدد الإصابات بالفيروس. كما وزادت من ساعات عمل الطواقم الطبية العاملة في خط الدفاع الأول في التعامل مع الجائحة، وخاصة طواقم الطب الوقائي والطواقم العاملة في مراكز الفرز والفحص والحجر لمرضى كورونا، وأيضا الطواقم العاملة في المختبرات والطواقم العاملة في المستشفيات التي تستقبل حالات مشتبه بها، بالإضافة الـى اللجـان الفنيـة والطواقـم الإداريـة التي تشارك فـي ادارة الجائحـة علـى كافـة المستويات، لذلك تعتبـر الطواقم الطبية ذات احتمالية اصابة عاليــة وذلــك بســبب تواجــد هــذه الطواقــم فــي خــط المواجهــة المباشــر مــع الحــالات المشـتبه بهـا والحـالات المصابـة.

وقد شكلت الجائحة حاجزا أمام امكانية وصول المواطنين إلــى الخدمــات الصحيــة وخاصة الفئـات الأكثر احتياجـاً من ذوي الإعاقة وكبــار الســن والنســاء الحوامــل وذلــك بســبب اجــراءات الطوارئ والإغلاق، ودعـوة المواطنين الـى الإلتزام بالمنـازل، مما أدى الى انخفاض أعداد المراجعيـن خلال فتـرات الإغلاق وتراكـم المزيـد مـن مواعيـد العمليـات والعيادات الخارجيـة التي تم تأجيلها مما قد يزيد من عـبء العمـل فـي المسـتقبل القريـب.