مركز الإعلام الإنساني يصدر تقريراً عن واقع النظافة بغزة

[featured_image]
Download
Download is available until [expire_date]
  • Version
  • Download 4
  • File Size 250.28 KB
  • File Count 1
  • Create Date سبتمبر 14, 2022
  • Last Updated سبتمبر 14, 2022

مركز الإعلام الإنساني يصدر تقريراً عن واقع النظافة بغزة

في اليوم العالمي للنظافة

ما هو واقع النظافة في كبرى مدن قطاع غزة

يعيش السكان في قطاع غزة حصارا ممتدا منذ عام 2007 حتى اليوم، فرض على السكان إغلاقا في المعابر والحركة والحرية الاقتصادية والتنقل، ومنع كثير من المواد الاستهلاكية والصناعية من الدخول للقطاع بدواعي أمنية من قبل سلطات الاحتلال.

أدى ذلك إلى بطالة بلغت أكثر من 60% بين القادرين على العمل، وفقر تعدى 80% من السكان، وكثافة سكانية تصنف من الأكثر في العالم إذ يعيش في مدينة غزة أكثر من سبعمائة ألف إنسان في مساحة لا تتعدى 56 كيلو مترا للمدينة، أثر الوضع الاقتصادي المتردي في حياة السكان من جوانب كثيرة أهمها الواقع البيئي والنظافة بشكل خاص، يسلط التقرير الضوء على واقع بلدية غزة كنموذج على اعتبار أنها أكبر بلدية في قطاع غزة وتخدم أكبر كثافة سكانية فيه، عبر لقاء خاص بمركز الإعلام الإنساني مع مدير عام المياه والبيئة في البلدية المهندس أنور الجندي:

انعكاس الواقع الاقتصادي على البلدية

فرضت الظروف الاقتصادية السابقة واقعا عسيرا في عمل البلديات في قطاع غزة، حيث يقول الجندي "بلغت نسبة الإيرادات من الفواتير 25% فقط وقد ارتفعت هذه النسبة من 10% بعد عدد من حملات التخفيضات والعروض التي قدمتها البلدية لمساعدة الناس على دفع الفواتير المتراكمة عليهم بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة".

ويؤكد أن نسبة الديون على المواطنين لصالح البلدية أكثر من مليار شيكل أي ما يقارب ثلاثمائة مليون دولار، وهو مبلغ يمكن للبلدية من خلاله القيام بكل المشاريع المخطط لها والمطلوبة لتطوير العمل دون البحث عن تمويل خارجي.

في ظل ذلك العجز يأتي معظم الإنجاز في ظل الدعم الخارجي والتمويل من المانحين، وتبقى المشاكل العالقة أو المشاريع التطويرية رهن البحث عن ممولين والسماح من قوات الاحتلال بدخول المواد المطلوبة لذلك.

جمع النفايات وعمليات النظافة

تظهر إحصاءات البلدية أنها تجمع حوالي 650 طن يوميا من النفايات، وتقدر نفايات القطاع كاملة بحوالي 1400 طن يوميا، من خلال ثلاث ورديات عمل الأولى في الصباح الباكر من المنازل أو مناطق التجميع السكنية، والثانية ظهرا والأخيرة مساء في الشوارع العامة وبعد إغلاق المحلات والأسواق.

يوضح الجندي أن النفايات يتم جمعها في مكب أساسي تابع لبلدية غزة في جحر الديك على الخط الشرقي الجنوبي لبلدية غزة، أما المكب الأساسي الثاني للقطاع فهو في منطقة صوفا جنوبا في رفح.

يقوم على جمع النفايات 220 عامل مع عربات تجرها الدواب وعدد من الآليات يبلغ عددها 50 آلية مختلفة الأحجام والأغراض، يعمل هؤلاء على بند مشاريع خاصة من خلال صندوق تطوير البلديات برواتب مقطوعة تتراوح بين 1000- 1200 شيكل حسب المشروع لمدة ستة أشهر يتم تجديدها بين الحين والآخر.

تأمين العمال

وعن سؤال الجندي حول وضع العمال والظروف التي يقومون بها بأعمالهم قال "يتم تأمين العامل بملابس خاصة تحافظ على سلامته من قفازات يدوية وحذاء مناسب وتزويده بملابس خاصة بالصيف وأخرى في الشتاء، ويحظى العامل بتأمين صحي في حال الإصابة من خلال المشروع الذي يعمل ضمنه".

لكنه أكد أن  عمال النظافة مازالوا يشعرون بعدم الرضا نظرا لعدم القدرة على تثبيتهم بشكل دائم فلا يحصل العامل على راتب نهاية خدمة في حال التقاعد أو العجز كما كان العمل عليه في السابق.

المعالجة الصحية للنفايات

أما حول المعالجة الصحية للنفايات يقول الجندي "تتم معالجة النفايات بطريقة الطمر الصحي، ولا يتم الاستفادة كثيرا من فرز النفايات إلا من بعض النباشين في الشوارع أو في محطة الترحيل في منطقة اليرموك أو المكب النهائي في جحر الديك".

ويوضح أن أكثر ما يتم فرزه هو البلاستك والمعادن والأخشاب، إذ عادة ما يتم جمع الحديد وإعادة إرساله لمصانع إعادة التدوير في الداخل المحتل إذ لا يسمح الاحتلال بإنشاء مصانع تدوير داخل قطاع غزة للحديد تحديدا، بينما يتم إعادة تدوير البلاستك في قطاع غزة، وكذلك الخشب.

وعن طبيعة الاستفادة من المواد العضوية المنتجة من النفايات يقول "حاولت البلدية وعدد من المؤسسات المحلية تدوير المواد العضوية التي تشكل 55% من نسبة النفايات وتزويد المزارعين بها كسماد طبيعي إلا أنهم لم يقبلوها نظرا لنتائجها البطيئة في إنتاج المزروعات وفضلوا عنها السماد الكيماوي لذا لم تعد البلدية لإنتاجه مجددا".

أما بقية المواد لا يتم فرزها أصلا خاصة الزجاج والورق والكارتون لعدم وجود مصانع خاصة بإعادة التدوير نظرا لكونها مشاريع استثمارية لم تلق قبولا لدى المستثمرين ولا يمكن للبلدية إنشاءها لأن الممولين لا يرغبون بتمويل المشاريع الاستثمارية، لذا تترك للقطاع الخاص.

أبرز المشكلات أمام البلدية

شرح الجندي للمركز ما تعاني منه البلديات من مشاكل كالتالي:

أولا: الشاحنات الخاص بجمع النفايات قديمة جدا ومهترئة، إذ يوجد حوالي مائة شاحنة متعددة الاستخدامات بحاجة للصيانة في بلدية غزة وعدد مماثل في بلديات القطاع،  حيث منع الاحتلال إدخال أي سيارة جديدة مدة اثنتي عشرة سنة تقريبا، بعد ذلك تم إدخال عدة سيارات مستعملة تم شراؤها من الاحتلال، وحاليا تنتظر البلدية أربع سيارات ضاغطة للنفايات يمنع الاحتلال دخولها منذ ثلاث سنوات  قد يتم إدخالها هذه الأيام.

ثانيا: مشكلة العمالة، وضعف التحصيل حيث لا تبلغ نسبة التحصيل للفواتير أكثر من 25% بالحد الأقصى بعد عدد من الحملات لتشجيع الناس على الدفع، وهذا يؤثر بشكل كبير جدا على قدرة البلدية على العمل بكامل طاقتها.

ثالثا: مكب غزة في جحر الديك تنتهي صلاحية استخدامه عام 2030، تم التخطيط لتمديده حتى عام 2040 لكن لم يتم تنفيذ ذلك بعد، وسيبقى مكب صوفا في الجنوب لكن من الصعب جدا الاعتماد عليه وحده نظرا لبعد المسافة

رابعا: قطع الغيار بالإضافة لتوفير السولار اللازم لعمل الآليات، إذ تحتاج آليات البلدية إلى مائة ألف لتر من السولار شهريا في وضع العمل الحالي، وتحتاج أكثر منها في حال العمل بطاقة كاملة.

خامسا: الوعي الشعبي الضعيف بأهمية الحفاظ على نظافة الأماكن العامة والشواطئ وإخراج القمامة في مواعيد جمعها بالتزامن مع وجود عمال النظافة في الشوارع، إذ يسبب ذلك تراكم النفايات في الشوارع والأماكن العامة مما يضاعف عبء البلدية وعبء العمال.

الحلول المقترحة وتجاوب المانحين

  • حسب تأكيد الجندي هناك تجاوب مجدي من المانحين لمشاريع البلدية المطروحة لتطوير الخدمات الخاصة بها، لكن الاحتلال يعمل على إعاقتها، إذ كلف مثلا تطوير مكب صوفا العامل حاليا في جنوب القطاع حوالي عشرة مليون دولار، وكذلك مكب غزة تم تطويره لكنه ينتظر التوسعة.
  • بالإضافة للسيارات الأربعة التي تنتظرها البلدية هي أيضا من ضمن مشاريع دعم البلدية لكن الاحتلال يعيق دخولها منذ ثلاث سنوات.
  • السولار يخضع للتذبذب حسب المتوفر منه في قطاع غزة إذ تعاني البلدية من نقصه حال نقصه في القطاع، وقد تتوقف أعمال البلدية في حال انقطاعه لأي سبب كان.
  • الوعي الشعبي لدى المواطنين بحاجة لمزيد من حملات التوعية بأهمية الحفاظ على الممتلكات العامة والنظافة في المرافق العامة خاصة الشواطئ والمتنزهات.
  • تشجيع المشاريع الاستثمارية الخاصة بإعادة تدوير الورق والزجاج داخل قطاع غزة، لأنها مشاريع لا يفضل المانحين تمويلها لكنها بحاجة لاستثمار رجال أعمال.
  • توعية وتشجيع المزارعين على استخدام السماد العضوي بدلا من الأسمدة الكيماوية.

 مجالات التدخل:

  • توفير السولار الخاص بشاحنات البلدية
  • دعم برنامج التوعية والذي يتم من خلاله توزيع نشرات توعوية بأهمية الحفاظ على نظافة البيئة المحيطة, نشرات تهدف إلى توعية المواطنين بأهمية السداد والدفع للفواتير المستحقة لضمان سير عمل البلدية, عقد ورش عمل خاصة بعملية فرز النفايات الصلبة من البيت أولًا.
  • عقد دورات توعوية تثقيفية لفئة المزارعين لتوعيتهم وتشجيعهم على استخدام السماد العضوي
  • دعم مشاريع مجارش البلاستيك وإعادة تدويره
  • توفير ملابس خاصة بعمال البلدية ( ملابس صيفية – ملابس شتوية )
  • المساهمة في توفير جزء من أجور عمال النظافة

 

 

Leave A Comment

Your Comment
All comments are held for moderation.